في هذا الشارع بدأ الكاتب الشهير محمد حسنين هيكل خطواته الأولى فيعالم الصحافة بتحقيق أجراه عن العالم السري للعوالم وبائعات الهوى، وعلىباني مصر الحديثة وواليها الأسبق تسمّى، ثم أضحى قبلة لأهل الفن وصناعهوعشاقه، وانتهى به المطاف ليصبح شرياناً تجارياً يكتظ بمحال متباينةالأنشطة، توارى فيها الفن إلا قليلاً، وغلبت عليه تجارة الورق المقوىوالطباعة وأعمال الزنكوغراف، وأيضاً تجارة الفاكهة والبقوليات.. هذاباختصار شديد حال "شارع محمد علي" العريق في قلب العاصمة المصرية والذيتجولت عبره "العربية.نت".
لعقود طويلة عُرف كأشهر شوارع مصر في بيع الآلات الموسيقية، منتسباً إلىوالي مصر الحديثة محمد علي باشا، الذي قام بشقه ابتداءً من ميدان الرمليةبالقلعة حتى منطقة الأزبكية بالعتبة، وأراد الخديو إسماعيل بشق هذا الشارعتغيير وجه مصر ليضفي عليها الطابع الأوروبي، مستعيناً في ذلك بمهندسينفرنسيين وإيطاليين لتصميم وتنفيذ العمارة الخاصة به وفق عمارة الركوكووالباروك والبواكي. مقصد الفنانين العرب والأجانب
محمد علي أشهر شوارع مصر في بيع الآلات الموسيقية
وتعود شهرة هذاالشارع إلى احتضانه الفن بجميع أشكاله منذ بدايات القرن الماضي منموسيقيين إلى فنانين ومطربين، إلى أشهر الراقصات والعوالم، فكانت غالبيةمقاهيه ملتقى للمنولوجيستات والموسيقيين والباحثين عن الشهرة، بينماغالبية متاجره متخصصة في بيع الآلات الموسيقية على اختلاف أنواعها، فكانهذا الشارع مقصداً لكل الفنانين العرب والأجانب الذين يريدون الحصول علىعود كعود فريد الأطرش، إلى غير ذلك من الآلات المعروفة.
أيضاً كان معظم قاطني الشارع من الفنانين، لاسيما أنه لا يبعد كثيراً عنشارع "عماد الدين" الشهير بمسارحه ودور السينما، وأيضاً منطقة الأزبكيةالتي كانت قديماً منطقة فنية تضم الأوبرا والمسارح ومقاهي الفنانينوكازينوهات المغنيين.
"الحال لم يعد كسابقه".. بهذه العبارة بدأ تامر عمر صاحب محل "صوتالموسيقى" حديثه لـ"العربية.نت" مغلفاً بنبرة حسرة على ما آل إليه حالالشارع العريق مع سرطان الزحام والعشوائية، موضحاً: "حركة البيع والشراءأصبحت بطيئة وضعيفة جداً، لم تعد كما كانت في السبعينات؛ حيث تغيرت كثيراًمن معالم ومحال الشارع وتغيرت أنشطتها".
الآلات الموسيقية مرتبطة بالصيف
صناعة الآلات الموسيقية اندثرت بعد ظهور الـ DJ
وأشار إلى أن تجارةالآلات الموسيقية باتت موسمية مرتبطة بفصل الصيف؛ لأن الزبائن الذينيقصدون الشارع غالبيتهم من الخليجيين والأجانب.. أما الزبائن المصريونفغالباً ما يكونون من طلاب المعاهد والكليات المتخصصة في الموسيقى.
ويشير إلى أن الشارع حتى بداية الثمانينات كان يعجّ بالفنانين الذينيعملون في فرق موسيقية محترمة مثل فرقة "حسب الله"، وأن كثيراً من العربكانوا يأتون لإقامة حفلات لمناسباتهم المختلفة من خلال سهرة طربية علىأنغام العود، وأبدى تامر حزنه لتراجع مكانة الشارع فنياً، بعد أن تغيرتغالبية الأنشطة الفنية إلى تجارة الهواتف الجوالة ومواد التغليفوالزنكوغراف.
أنجب العديد من المواهب
الشارع عرف باحتضانه هواة الفن وصيانة الآلات الموسيقية
في الاتجاه ذاته،يؤكد محمد نصر، صاحب محل "العربي للصوتيات"، أنه برغم التحولات التي غيرتمعالم وخصوصية الشارع، إلا أن هناك العديد من محال الأدوات الموسيقيةمازالت متماسكة ومستمرة في بيع هذه الآلات، لافتاً إلى أن الشارع أنجبالعديد من نجوم الفن مثل المطرب الشعبي أحمد عدوية، وفيه برزت موهبةالراحلة نعيمة عاكف في بدايتها، ومن الجيل الحالي انطلقت الفنانةالاستعراضية لوسي.
وأوضح أن الشارع لا يشتهر فقط بالعوالم وبيع الأدوات الموسيقية، إنما يضمأيضا العديد من الآثار الإسلامية كمتحف الفن الإسلامي، ودار المخطوطات،ومسجد السلطان حسن، وجامع الرفاعي الذي توجد خلفه مقابر أسرة محمد علي،وآخر من دفن بها هو الملك فاروق، وأيضاً مدفن شاه إيران، ليس هذا فحسبإنما يتفرع منه شارع آخر لا يقل شهرة هو "سوق المناصرة"، الذي يشتهربتجارة الأثاث.
وأكد أنه إذا كان الفنانون القدامى الذين اشتهروا بإحياء الحفلات والأفراحقد فقدوا بريقهم واندثروا إلى حد كبير من الشارع، إلا أنه أيضاً جارىالعصر ببيع الآلات الحديثة المستخدمة في هذه المناسبات لاسيما الـD.G.
سكان الشارع هجروه
جانب من شارع محمد علي
بينما أوضح فتحيكمال، مدير أحد محال الزنكوغراف، أنه يعمل بالشارع منذ 45 عاماً حين كانيعج بالعوالم والعوادين والفنانين بصفة عامة.
وأضاف: "تغير الحال كثيراً، الآن اشتهر بإكسسوارات المحمول وتجارة الأثاثوطباعة بطاقات الأفراح، فضلاً عن البطاقات الشخصية والأختام ومواد التغليفوالطباعة، وكذلك تجارة الفاكهة والبقوليات".
وختم قائلاً: "غالبية سكان الشارع من الفنانين تركوه وذهبوا للسكن فيمناطق أخرى مثل باب الشعرية أو مدينة نصر بعد أن كانوا يقطنون درب العنبوباب الخلق.. ويكاد الشارع يخلو من السكان بعدما أصابه من التكدس والتغيرفي هويته الفنية وغلبة النمط التجاري عليه بعد أن كان متميزاً بفنونهالمعمارية الفريدة التي تعكس التنسيق الحضاري في عصر الوالي محمد علي".
لعقود طويلة عُرف كأشهر شوارع مصر في بيع الآلات الموسيقية، منتسباً إلىوالي مصر الحديثة محمد علي باشا، الذي قام بشقه ابتداءً من ميدان الرمليةبالقلعة حتى منطقة الأزبكية بالعتبة، وأراد الخديو إسماعيل بشق هذا الشارعتغيير وجه مصر ليضفي عليها الطابع الأوروبي، مستعيناً في ذلك بمهندسينفرنسيين وإيطاليين لتصميم وتنفيذ العمارة الخاصة به وفق عمارة الركوكووالباروك والبواكي. مقصد الفنانين العرب والأجانب
محمد علي أشهر شوارع مصر في بيع الآلات الموسيقية
وتعود شهرة هذاالشارع إلى احتضانه الفن بجميع أشكاله منذ بدايات القرن الماضي منموسيقيين إلى فنانين ومطربين، إلى أشهر الراقصات والعوالم، فكانت غالبيةمقاهيه ملتقى للمنولوجيستات والموسيقيين والباحثين عن الشهرة، بينماغالبية متاجره متخصصة في بيع الآلات الموسيقية على اختلاف أنواعها، فكانهذا الشارع مقصداً لكل الفنانين العرب والأجانب الذين يريدون الحصول علىعود كعود فريد الأطرش، إلى غير ذلك من الآلات المعروفة.
أيضاً كان معظم قاطني الشارع من الفنانين، لاسيما أنه لا يبعد كثيراً عنشارع "عماد الدين" الشهير بمسارحه ودور السينما، وأيضاً منطقة الأزبكيةالتي كانت قديماً منطقة فنية تضم الأوبرا والمسارح ومقاهي الفنانينوكازينوهات المغنيين.
"الحال لم يعد كسابقه".. بهذه العبارة بدأ تامر عمر صاحب محل "صوتالموسيقى" حديثه لـ"العربية.نت" مغلفاً بنبرة حسرة على ما آل إليه حالالشارع العريق مع سرطان الزحام والعشوائية، موضحاً: "حركة البيع والشراءأصبحت بطيئة وضعيفة جداً، لم تعد كما كانت في السبعينات؛ حيث تغيرت كثيراًمن معالم ومحال الشارع وتغيرت أنشطتها".
الآلات الموسيقية مرتبطة بالصيف
صناعة الآلات الموسيقية اندثرت بعد ظهور الـ DJ
وأشار إلى أن تجارةالآلات الموسيقية باتت موسمية مرتبطة بفصل الصيف؛ لأن الزبائن الذينيقصدون الشارع غالبيتهم من الخليجيين والأجانب.. أما الزبائن المصريونفغالباً ما يكونون من طلاب المعاهد والكليات المتخصصة في الموسيقى.
ويشير إلى أن الشارع حتى بداية الثمانينات كان يعجّ بالفنانين الذينيعملون في فرق موسيقية محترمة مثل فرقة "حسب الله"، وأن كثيراً من العربكانوا يأتون لإقامة حفلات لمناسباتهم المختلفة من خلال سهرة طربية علىأنغام العود، وأبدى تامر حزنه لتراجع مكانة الشارع فنياً، بعد أن تغيرتغالبية الأنشطة الفنية إلى تجارة الهواتف الجوالة ومواد التغليفوالزنكوغراف.
أنجب العديد من المواهب
الشارع عرف باحتضانه هواة الفن وصيانة الآلات الموسيقية
في الاتجاه ذاته،يؤكد محمد نصر، صاحب محل "العربي للصوتيات"، أنه برغم التحولات التي غيرتمعالم وخصوصية الشارع، إلا أن هناك العديد من محال الأدوات الموسيقيةمازالت متماسكة ومستمرة في بيع هذه الآلات، لافتاً إلى أن الشارع أنجبالعديد من نجوم الفن مثل المطرب الشعبي أحمد عدوية، وفيه برزت موهبةالراحلة نعيمة عاكف في بدايتها، ومن الجيل الحالي انطلقت الفنانةالاستعراضية لوسي.
وأوضح أن الشارع لا يشتهر فقط بالعوالم وبيع الأدوات الموسيقية، إنما يضمأيضا العديد من الآثار الإسلامية كمتحف الفن الإسلامي، ودار المخطوطات،ومسجد السلطان حسن، وجامع الرفاعي الذي توجد خلفه مقابر أسرة محمد علي،وآخر من دفن بها هو الملك فاروق، وأيضاً مدفن شاه إيران، ليس هذا فحسبإنما يتفرع منه شارع آخر لا يقل شهرة هو "سوق المناصرة"، الذي يشتهربتجارة الأثاث.
وأكد أنه إذا كان الفنانون القدامى الذين اشتهروا بإحياء الحفلات والأفراحقد فقدوا بريقهم واندثروا إلى حد كبير من الشارع، إلا أنه أيضاً جارىالعصر ببيع الآلات الحديثة المستخدمة في هذه المناسبات لاسيما الـD.G.
سكان الشارع هجروه
جانب من شارع محمد علي
بينما أوضح فتحيكمال، مدير أحد محال الزنكوغراف، أنه يعمل بالشارع منذ 45 عاماً حين كانيعج بالعوالم والعوادين والفنانين بصفة عامة.
وأضاف: "تغير الحال كثيراً، الآن اشتهر بإكسسوارات المحمول وتجارة الأثاثوطباعة بطاقات الأفراح، فضلاً عن البطاقات الشخصية والأختام ومواد التغليفوالطباعة، وكذلك تجارة الفاكهة والبقوليات".
وختم قائلاً: "غالبية سكان الشارع من الفنانين تركوه وذهبوا للسكن فيمناطق أخرى مثل باب الشعرية أو مدينة نصر بعد أن كانوا يقطنون درب العنبوباب الخلق.. ويكاد الشارع يخلو من السكان بعدما أصابه من التكدس والتغيرفي هويته الفنية وغلبة النمط التجاري عليه بعد أن كان متميزاً بفنونهالمعمارية الفريدة التي تعكس التنسيق الحضاري في عصر الوالي محمد علي".