يختتم مهرجان دبي السينمائي الدولي دورته السابعة مساء اليوم الأحد
19-12-2010، بفيلمين يمثلان جيلين من المخرجين السوريين الذين اختاروا
التعبير عن قضايا مجتمعهم السوري الدمشقي.
وقدَّم المخرج السوري الشاب محمد عبدالعزيز باكورة أعماله الروائية
الطويلة مشاركاً في مسابقة المهر العربي عبر شريطه "دمشق مع حبي"، بينما
قدَّم المخرج المخضرم عبداللطيف عبدالحميد فيلمه "مطر أيلول" الذي تدور
أحداثه في الأربعينات.
وصوَّر
محمد عبدالعزيز من خلال فيلم أراده أن يكون جماهيرياً، قصة حب تسير على
خطين متوازيين: الأول حب امرأة يهودية لمدينة ترفض تركها رغم مغادرة جميع
أفراد العائلة لها، بهدف البحث عن حبيبها التي فقدته قبل 20 عاماً وقيل
لها إنه قتل حين كان مجنداً في الجيش السوري في حرب لبنان، ليتحول الفيلم
إلى رحلة بحث عن الحبيب تعيد المرأة من خلالها اكتشاف المكان وناسه. ولكن
أباها يكشف لها سراً وهي في طريقها لمغادرة المدينة معه، فتتركه يرحل
وتبقى.
وتطرقت السينما السورية هذا العام عبر فيلم "دمشق مع حبي" لمصير عائلة من
يهود دمشق غادرت إلى إيطاليا، بينما تطرقت العام الماضي للمرة الأولى
موضوع الوجود العسكري السوري في لبنان عبر شريط "مرة أخرى" للشاب جود سعيد.
ويجعل المخرج وكاتب سيناريو فيلمه الأحداث بأن تقع في الفترة الفاصلة بين
نية ترك المكان ومحاولة العثور على الحبيب، ما يضفي على الفيلم جواً
مشحوناً بهذا الأمر الموشك وقوعه، لكن الحب يبدو في النهاية أقدر على
البقاء في المكان.
وفي الفيلم دعوة مبطنة للحفاظ على أقليات المنطقة في الشرق الأوسط كجزء من
النسيج الاجتماعي المتعدد وضمانة لسلامته ودعوة لهذه الأقليات كي تبقى
مهما حصل، من هنا أهدى مخرج الفيلم عمله خلال تقديمه للعرض في دبي لضحايا
كنيسة سيدة النجاة في العراق.
وأنتج هذا الفيلم نبيل طعمة وقام بأداء الأدوار فيه كل من: فارس الحلو وجهاد سعد وخالد تاجا ومرح جبر وميلاد يوسف وآخرين.
جائزة المهرجان البرونزية
أما
الفيلم الجديد لعبداللطيف عبدالحميد "مطر أيلول" المشارك أيضاً في مسابقة
المهر العربي، فيصوِّر قصة عائلية رومانسية في دمشق لا تغيب عنها نفحته
الكوميدية الساخرة، وأهدى المخرج فيلمه لأمير البزق محمد عبدالكريم الذي
كان يأتي كل يوم إلى الإذاعة في الأربعينات ويستهل بثها بمعزوفة بسيطة له.
ويقدم الفيلم عائلة كاملة عاشقة، الأب وأبناءه الذكور الستة، وينتقل من
الأربعينات إلى السبعينات أو إلى اليوم، ويعمل معظم الأبناء في عزف
الموسيقى ويشكلون فرقة ويقعون في حب أربع شابات من عائلتهم.
وكأن الفيلم يريد أن يقول إن كل تلك الحالات لم يعد يكتب لها التحقق أو
الاكتمال اليوم كأن شيئاً ما فسد في المكان، وذلك من خلال الشاعرية التي
تمتاز بها أعمال عبداللطيف عبدالحميد والمواقف الساخرة والسوريالية، التي
باتت تشكل جزءاً من أسلوبه وعنصر المطر الحاضر غالباً.
وتمتد يد ظالمة غريبة لتقضي على كل تلك العوالم من الأحاسيس والموسيقى،
وتجعل عالم كل واحد من أفراد العائلة يتعثر وتخترقه الخسارات في حاضر
يشكله الفساد ويسوره الخوف.
ومن خلال العائلة ومساراتها وقصص حبها المخذول غالباً، يطل عبداللطيف
عبدالحميد مرة جديدة على المجتمع المدني مصوراً دقائقه وتحولاته لكن
دائماً من خلال روح خاصة محددة العناصر يضفيها على مادة السينما التي تحمل
توقيعه وتميزه، لكنها تزعج البعض الذي يعتبر أنه يكرر مفرداته السينمائية
ولا يطورها.
ويشارك في "مطر أيلول" الذي تغيّب مخرجه عن مهرجان دبي لأسباب خاصة كل من
أيمن زيدان وسمر سامي وقاسم ملحو وجمال قبش ومازن عباس وميسون أبوأسعد
وآخرون، والفيلم من إنتاج هيثم حقي بالتعاون مع شبكة "أوربت".
وقدَّم هذا الفيلم أول مرة في مهرجان دمشق السينمائي الشهر الماضي ونال
جائزة المهرجان البرونزية، لكن المخرج نجدت أنزور الذي كان عضو لجنة تحكيم
الأفلام الطويلة في مهرجان دمشق الثامن عشر انسحب احتجاجاً على النتائج،
ومعه انسحبت المخرجة المصرية ساندرا نشأت.
19-12-2010، بفيلمين يمثلان جيلين من المخرجين السوريين الذين اختاروا
التعبير عن قضايا مجتمعهم السوري الدمشقي.
وقدَّم المخرج السوري الشاب محمد عبدالعزيز باكورة أعماله الروائية
الطويلة مشاركاً في مسابقة المهر العربي عبر شريطه "دمشق مع حبي"، بينما
قدَّم المخرج المخضرم عبداللطيف عبدالحميد فيلمه "مطر أيلول" الذي تدور
أحداثه في الأربعينات.
وصوَّر
محمد عبدالعزيز من خلال فيلم أراده أن يكون جماهيرياً، قصة حب تسير على
خطين متوازيين: الأول حب امرأة يهودية لمدينة ترفض تركها رغم مغادرة جميع
أفراد العائلة لها، بهدف البحث عن حبيبها التي فقدته قبل 20 عاماً وقيل
لها إنه قتل حين كان مجنداً في الجيش السوري في حرب لبنان، ليتحول الفيلم
إلى رحلة بحث عن الحبيب تعيد المرأة من خلالها اكتشاف المكان وناسه. ولكن
أباها يكشف لها سراً وهي في طريقها لمغادرة المدينة معه، فتتركه يرحل
وتبقى.
وتطرقت السينما السورية هذا العام عبر فيلم "دمشق مع حبي" لمصير عائلة من
يهود دمشق غادرت إلى إيطاليا، بينما تطرقت العام الماضي للمرة الأولى
موضوع الوجود العسكري السوري في لبنان عبر شريط "مرة أخرى" للشاب جود سعيد.
ويجعل المخرج وكاتب سيناريو فيلمه الأحداث بأن تقع في الفترة الفاصلة بين
نية ترك المكان ومحاولة العثور على الحبيب، ما يضفي على الفيلم جواً
مشحوناً بهذا الأمر الموشك وقوعه، لكن الحب يبدو في النهاية أقدر على
البقاء في المكان.
وفي الفيلم دعوة مبطنة للحفاظ على أقليات المنطقة في الشرق الأوسط كجزء من
النسيج الاجتماعي المتعدد وضمانة لسلامته ودعوة لهذه الأقليات كي تبقى
مهما حصل، من هنا أهدى مخرج الفيلم عمله خلال تقديمه للعرض في دبي لضحايا
كنيسة سيدة النجاة في العراق.
وأنتج هذا الفيلم نبيل طعمة وقام بأداء الأدوار فيه كل من: فارس الحلو وجهاد سعد وخالد تاجا ومرح جبر وميلاد يوسف وآخرين.
جائزة المهرجان البرونزية
أما
الفيلم الجديد لعبداللطيف عبدالحميد "مطر أيلول" المشارك أيضاً في مسابقة
المهر العربي، فيصوِّر قصة عائلية رومانسية في دمشق لا تغيب عنها نفحته
الكوميدية الساخرة، وأهدى المخرج فيلمه لأمير البزق محمد عبدالكريم الذي
كان يأتي كل يوم إلى الإذاعة في الأربعينات ويستهل بثها بمعزوفة بسيطة له.
ويقدم الفيلم عائلة كاملة عاشقة، الأب وأبناءه الذكور الستة، وينتقل من
الأربعينات إلى السبعينات أو إلى اليوم، ويعمل معظم الأبناء في عزف
الموسيقى ويشكلون فرقة ويقعون في حب أربع شابات من عائلتهم.
وكأن الفيلم يريد أن يقول إن كل تلك الحالات لم يعد يكتب لها التحقق أو
الاكتمال اليوم كأن شيئاً ما فسد في المكان، وذلك من خلال الشاعرية التي
تمتاز بها أعمال عبداللطيف عبدالحميد والمواقف الساخرة والسوريالية، التي
باتت تشكل جزءاً من أسلوبه وعنصر المطر الحاضر غالباً.
وتمتد يد ظالمة غريبة لتقضي على كل تلك العوالم من الأحاسيس والموسيقى،
وتجعل عالم كل واحد من أفراد العائلة يتعثر وتخترقه الخسارات في حاضر
يشكله الفساد ويسوره الخوف.
ومن خلال العائلة ومساراتها وقصص حبها المخذول غالباً، يطل عبداللطيف
عبدالحميد مرة جديدة على المجتمع المدني مصوراً دقائقه وتحولاته لكن
دائماً من خلال روح خاصة محددة العناصر يضفيها على مادة السينما التي تحمل
توقيعه وتميزه، لكنها تزعج البعض الذي يعتبر أنه يكرر مفرداته السينمائية
ولا يطورها.
ويشارك في "مطر أيلول" الذي تغيّب مخرجه عن مهرجان دبي لأسباب خاصة كل من
أيمن زيدان وسمر سامي وقاسم ملحو وجمال قبش ومازن عباس وميسون أبوأسعد
وآخرون، والفيلم من إنتاج هيثم حقي بالتعاون مع شبكة "أوربت".
وقدَّم هذا الفيلم أول مرة في مهرجان دمشق السينمائي الشهر الماضي ونال
جائزة المهرجان البرونزية، لكن المخرج نجدت أنزور الذي كان عضو لجنة تحكيم
الأفلام الطويلة في مهرجان دمشق الثامن عشر انسحب احتجاجاً على النتائج،
ومعه انسحبت المخرجة المصرية ساندرا نشأت.