أعلنت السلطات الأردنية فتح تحقيق في أحداث العنف التي وقعت بعد مباراةلكرة القدم في الدوري الأردني بين مشجعي نادي الوحدات ونادي الفيصلي،نقلاً عن تقرير لقناة "العربية" السبت 11-12-2010.
وأكدت السلطات أن سبب وقوع أكثر من 250 جريحاً هو انهيار سياج بسبب تدافعالمشجعين. وفي المقابل تعهد رئيس نادي الوحدات طارق خوري بالتروي فيمعالجة نتائج ما حدث في الدوري الاردني لكرة القدم، لكنه اتهم الدركبافتعال المشكلة.
لحضة سقوط السياج
وقد أفاد مراسل"العربية" مساء أمس الجمعة بأن أعمال الشغب التي أعقبت مباراة الوحداتوالفيصلي في استاد الملك عبدالله الثاني في منطقة القويسمة شرقَ عمانانتقلت الى مخيم الوحدات.
وتضاربت الأنباء بشأن وقوع قتلى ففي حين أفاد شهود عيان بأن شخصاً واحداًعلى الأقل قتل، وأصيب العشرات إثر تدافع وأعمال شغب وقعت بعد المباراة،نفت الشرطة وقوع قتلى إلا انها أكدت إصابة نحو 250 شخصاً.
وذكر متحدث باسم قوات الدرك لـ"العربية" أن 30 من أفراد الدرك أصيبواأثناء محاولتهم السيطرة على الجمهور في استاد الملك عبدالله الثاني فيمنطقة القويسمة شرق عمّان. وعملت "العربية" أن جماهير الوحدات حاولتالخروج بعد انتهاء المباراة فقامت قوات الشرطة بمنعهم حتى خروج جماهيرالفيصلي فوقع التدافع واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع للتفريقبين الجمهور.
مجزرة جماعية
احد المصابين يحمل طفلا مصاب
ووصف طارق خوري، رئيسنادي الوحدات متصدر الدوري الاردني لكرة القدم ووصيف بطل الموسم الماضي،أحداث الشغب التي تلت فوز فريقه على غريمه ومطارده على اللقب الفيصلي بهدفدون مقابل على ملعب الملك عبدالله الثاني في القويسمة بعمان أمام أكثر من20 ألف متفرج، بأنها "مجزرة جماعية".
واتهم خوري قوات الدرك بـ"ارتكاب مجزرة جماعية أدت إلى إصابة مئات الأشخاصنتمنى ألا يكون بينهم وفيات"، وهدد بأن "دم الناس لن يذهب هدراً".
وأضاف خوري "هناك أعداء للوحدة الوطنية وأشخاص يعبثون بها، لكننا لن نسمحلهم وسنتصرف بحكمة فنحن أصحاب حق"، متهماً قوات الدرك بمهاجمة مخيمالوحدات وإطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق الحشود.
أحداث المباراة
وقدحسم الوحدات المتصدر ووصيف البطل القمة مع غريمه ومطارده الفيصلي حاملاللقب بفوزه عليه 1-0 على استاد الملك عبدالله الثاني في القويسمة بعمّانأمام أكثر من 20 ألف متفرج الجمعة في افتتاح المرحلة الحادية عشرة الأخيرةمن مرحلة الذهاب بالدوري الأردني لكرة القدم.
وسجل حسن عبدالفتاح الهدف في الدقيقة (20) فارتفع رصيد الوحدات إلى 31نقطة من 10 انتصارات وتعادل مقابل 23 للفيصلي الذي مني بهزيمته الثانية،ما يؤشر على أن طريق الأول باتت أكثر وضوحاً وسهولةً لاستعادة اللقب فيسعيه إلى تحقيق رباعية جديدة بعدما تُوج هذا الموسم بكأس الكؤوس ودرعالاتحاد وبلغ الدور نصف النهائي من مسابقة كأس الأردن.
واحتفظ الوحدات بسجله خالياً من الخسارة هذا الموسم محققاً (18) انتصاراًوتعادلين في 4 بطولات مختلفة بقيادة المدير الفني الصربي دراغان تالايتشالذي خلف المدير الفني السابق العراقي ثائر جسام.
وتأخر الفريقان في الدخول الى أجواء اللقاء، وغاب التهديد الحقيقي في ظلالحرص على توفير تغطية دفاعية قبل أن يهدد أنس حجي مرمى الوحدات بتسديدةأرضية بأحضان عامر شفيع، ثم توغل رأفت علي في منطقة جزاء الفيصلي وهيأ كرةلعامر ذيب مررها الأخير عرضية تصدى لها الحارس لؤي العمايرة.
وزادت ثقة لاعبي الوحدات بأنفسهم فامتدوا نحو ملعب الفيصلي وتوغل محمدالدميري من الجهة اليسرى وعكس كرة عرضية ارتقى لها حسن عبدالفتاح من بينمدافعي الفيصلي وتابعها رأسية في شباك العمايرة مسجلاً الهدف الوحيد (20).
أعمالالشغب بين جماهير النادين تفجرت بعد ساعات من نشر وثيقة سربها موقعويكيليكس عن العلاقة بين الناديين، والتي وصفها بأنها واحدة من أبرزالقضايا حساسية في المجتمع الأردني، والتي تسببت بإيقاف مباراة بينالفريقين منتصف عام 2009 بسبب أعمال الشغب والهتافات المسيئة للأردنيين منذوي الأصول الفلسطينية من قبل مشجعي فريق الفيصلي.
والمعروف أن الصراع الكروي بين الفريقين يمثل أحد أهم القضايا على الساحةالمحلية الذي أبدت السفارة الأمريكية في عمان اهتماماً بها، حيث أظهرت آخرالوثائق الأمريكية السرية المنشورة عبر موقع "ويكيليكس" أن السفارة فيعمان أبرقت تحليلات بعثتها الدبلوماسية للخصوصيات الداخلية حتى في حساسياتكرة القدم المحلية.
البرقية التي حملت عنوان "إيقاف مباراة كرة قدم أردنية في ظل هتافاتمعادية للنظام وبلطجة تجاه الفلسطينيين" ناقشت تداعيات إيقاف المباراة بينالفريقين اللذين يستحوذان على شغف مشجعي الكرة بين "شرق أردنيين"و"فلسطينيين" في الأردن. وأشارت البرقية إلى أن "المباريات بين الفريقينلها تاريخ طويل من العنف، ولكن الاشارات السياسية المحددة تجاه السلطات فيهذه الحادثة سجلت مستوى غير مقبول".
وأضافت البرقية أنه تم تغريم الفريقين وانتقاد مشجعيهما علناً في ظل "تغطية ضئيلة في الصحافة الرسمية بشكل ملحوظ".
تاريخ طويل
وبحسبالبرقية، فإن المباريات بين الوحدات والفيصلي لها تاريخ طويل من البلطجةوالعنف ذي الدوافع السياسية، حيث تم إيقاف عدد من المباريات في السابقبسبب أعمال الشغب والهتافات المسيئة من قبل مشجعي الفريقين، وهي هتافاتأصبحت وبمرور الوقت "مقياساً شعبياً" للتوترات بين الشرق أردنيينوالفلسطينيين.
وذكرت البرقية أنه من اللافت للنظر أن تلك المباريات أصبحت منصة سياسية لإطلاق هتافات تتعلق ببعض أعضاء بالأسرة المالكة الاردنية.
وزوّدت البرقية واشنطن بتفاصيل ما جرى خلال المباراة التي أجريت في مدينةالزرقاء، بما فيها تدخل الشرطة الأردنية لوقف الاضطرابات وهتافات جماهيرالفيصلي ضد الأردنيين من أصول فلسطينية، وإلقاء الزجاجات على لاعبي فريقالوحدات ومشجعيه. وأفادت بأن المباراة التي أوقفت مبكراً انتهت بـ"التعادلالسلبي".
وذكرت البرقية أن فريقي الفيصلي والوحدات يمثلان أبطال "الشرق أردنيين"والفلسطينيين في الأردن على التوالي. ففريق الفيصلي (الذي يعود اسمه للملكفيصل الهاشمي) مدار من قبل عشيرة "العدوان" البارزة الشرق أردنيةوالمتمركزة في مدينة السلط، وهو فريق معروف بمشجعيه الشرق أردنيينالعشائريين - بحسب البرقية - بالرغم من أن عدداً من لاعبيه من أصولفلسطينية. وفاز الفيصلي بثلاثين كأس للدوري الأردني منذ إنشاء الاتحادالأردني لكرة القدم في عام 1944.
وأخذ فريق الوحدات، من جهة أخرى، اسمه من مخيم كبير للاجئين الفلسطينيينجنوبي عمان، وهو الفريق المفضل لدى الأردنيين من أصول فلسطينية، بحسبالبرقية. وفاز بالكأس 11 مرة منذ 1944.
ردود الفعل
وفيرصدها لردود الفعل المحلية تجاه الحادثة، قالت السفارة إن رد الفعل الرسميللمباراة كان إجراء شكلياً مثيراً للاستغراب، حيث أصدر الأمير علي رئيسالاتحاد الأردني لكرة القدم بياناً يستهجن فيه تصرفات مشجعي الفيصلي،واصفاً إياها بـ"غير المقبولة" واعتبرها "خطاً أحمر".
وقام عدد من نواب البرلمان بإرسال تنديدات عبر وسائل الإعلام واصفة هتافاتالمشجعين بـ"المخالفة للقيم الأردنية". وكان النائب وقتها ورئيس مجلس فريقالوحدات طارق خوري قرأ بيان النواب داخل قبة البرلمان. وأصدر فريق الفيصليأيضاً بياناً وقتها يعد بتحديد هوية "المنبوذين" من بين المشجعين.
ومن ناحية التغطية الإعلامية للحادثة، ذكرت برقية القائم بأعمال السفارةأنه وبالرغم من الإدانات الرسمية لفريق الفيصلي ومشجعيه، لم تقم أي منوسائل الإعلام الأردنية المعروفة برقابتها الذاتية بتغطية تفصيلية عنالمباراة وأسباب إيقافها و"عمّ صمت ملحوظ للكتّاب - حتى أولئك الذين عادةما يروّجون لوجهات نظر موالية للحكومة".
وأشارت الوثيقة الى أنه قيل ان رئيسي فريقي الوحدات والفيصلي رفضا دعوةالظهور على قناة "الجزيرة" لمناقشة الحادثة "نظراً للحساسيات المحيطةبانتقاد العائلة المالكة".
أما عن المواقع الإخبارية الإلكترونية - بحسب الوثيقة - فقط مُلئتبتعليقات عن المباراة وتداعياتها وقام العديد بالدفاع عن مشجعي الفيصليبصفتهم "أردنيين حقيقيين ضد النفوذ الفلسطيني غير المبرر".
اعتراف واسع
وادّعتبرقية السفارة الى واشنطن أن هناك اعترافاً واسعاً في جميع أنحاء الأردنبأن الحادثة كشفت عن الفجوة "غير المريحة" بين الشرق أردنيين والأردنيينمن أصول فلسطينية - والتي يفضل الأكثرية هنا تهميشها وإخفاءها في سبيلالاستقرار السياسي.
وقد اضطرت الدولة لحل نادي الوحدات عام 86 على خلفية أحداث شغب ووقوع بعض الوفيات إلا أن تم إعادة النادي عام 1991.
وتتطلب مباريات الوحدات والفيصلي من السلطات إجراءات أمنية مشددة حتى لاتخرج عن سياق التشيع الرياضي الى العنف وتبادل الإساءات الجارحة، حيث تمتركيب كاميرات خاصة لرصد المسيئين لإنزال عقوبات رادعة بحقهم.
وأكدت السلطات أن سبب وقوع أكثر من 250 جريحاً هو انهيار سياج بسبب تدافعالمشجعين. وفي المقابل تعهد رئيس نادي الوحدات طارق خوري بالتروي فيمعالجة نتائج ما حدث في الدوري الاردني لكرة القدم، لكنه اتهم الدركبافتعال المشكلة.
لحضة سقوط السياج
وقد أفاد مراسل"العربية" مساء أمس الجمعة بأن أعمال الشغب التي أعقبت مباراة الوحداتوالفيصلي في استاد الملك عبدالله الثاني في منطقة القويسمة شرقَ عمانانتقلت الى مخيم الوحدات.
وتضاربت الأنباء بشأن وقوع قتلى ففي حين أفاد شهود عيان بأن شخصاً واحداًعلى الأقل قتل، وأصيب العشرات إثر تدافع وأعمال شغب وقعت بعد المباراة،نفت الشرطة وقوع قتلى إلا انها أكدت إصابة نحو 250 شخصاً.
وذكر متحدث باسم قوات الدرك لـ"العربية" أن 30 من أفراد الدرك أصيبواأثناء محاولتهم السيطرة على الجمهور في استاد الملك عبدالله الثاني فيمنطقة القويسمة شرق عمّان. وعملت "العربية" أن جماهير الوحدات حاولتالخروج بعد انتهاء المباراة فقامت قوات الشرطة بمنعهم حتى خروج جماهيرالفيصلي فوقع التدافع واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع للتفريقبين الجمهور.
مجزرة جماعية
احد المصابين يحمل طفلا مصاب
ووصف طارق خوري، رئيسنادي الوحدات متصدر الدوري الاردني لكرة القدم ووصيف بطل الموسم الماضي،أحداث الشغب التي تلت فوز فريقه على غريمه ومطارده على اللقب الفيصلي بهدفدون مقابل على ملعب الملك عبدالله الثاني في القويسمة بعمان أمام أكثر من20 ألف متفرج، بأنها "مجزرة جماعية".
واتهم خوري قوات الدرك بـ"ارتكاب مجزرة جماعية أدت إلى إصابة مئات الأشخاصنتمنى ألا يكون بينهم وفيات"، وهدد بأن "دم الناس لن يذهب هدراً".
وأضاف خوري "هناك أعداء للوحدة الوطنية وأشخاص يعبثون بها، لكننا لن نسمحلهم وسنتصرف بحكمة فنحن أصحاب حق"، متهماً قوات الدرك بمهاجمة مخيمالوحدات وإطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق الحشود.
أحداث المباراة
وقدحسم الوحدات المتصدر ووصيف البطل القمة مع غريمه ومطارده الفيصلي حاملاللقب بفوزه عليه 1-0 على استاد الملك عبدالله الثاني في القويسمة بعمّانأمام أكثر من 20 ألف متفرج الجمعة في افتتاح المرحلة الحادية عشرة الأخيرةمن مرحلة الذهاب بالدوري الأردني لكرة القدم.
وسجل حسن عبدالفتاح الهدف في الدقيقة (20) فارتفع رصيد الوحدات إلى 31نقطة من 10 انتصارات وتعادل مقابل 23 للفيصلي الذي مني بهزيمته الثانية،ما يؤشر على أن طريق الأول باتت أكثر وضوحاً وسهولةً لاستعادة اللقب فيسعيه إلى تحقيق رباعية جديدة بعدما تُوج هذا الموسم بكأس الكؤوس ودرعالاتحاد وبلغ الدور نصف النهائي من مسابقة كأس الأردن.
واحتفظ الوحدات بسجله خالياً من الخسارة هذا الموسم محققاً (18) انتصاراًوتعادلين في 4 بطولات مختلفة بقيادة المدير الفني الصربي دراغان تالايتشالذي خلف المدير الفني السابق العراقي ثائر جسام.
وتأخر الفريقان في الدخول الى أجواء اللقاء، وغاب التهديد الحقيقي في ظلالحرص على توفير تغطية دفاعية قبل أن يهدد أنس حجي مرمى الوحدات بتسديدةأرضية بأحضان عامر شفيع، ثم توغل رأفت علي في منطقة جزاء الفيصلي وهيأ كرةلعامر ذيب مررها الأخير عرضية تصدى لها الحارس لؤي العمايرة.
وزادت ثقة لاعبي الوحدات بأنفسهم فامتدوا نحو ملعب الفيصلي وتوغل محمدالدميري من الجهة اليسرى وعكس كرة عرضية ارتقى لها حسن عبدالفتاح من بينمدافعي الفيصلي وتابعها رأسية في شباك العمايرة مسجلاً الهدف الوحيد (20).
أعمالالشغب بين جماهير النادين تفجرت بعد ساعات من نشر وثيقة سربها موقعويكيليكس عن العلاقة بين الناديين، والتي وصفها بأنها واحدة من أبرزالقضايا حساسية في المجتمع الأردني، والتي تسببت بإيقاف مباراة بينالفريقين منتصف عام 2009 بسبب أعمال الشغب والهتافات المسيئة للأردنيين منذوي الأصول الفلسطينية من قبل مشجعي فريق الفيصلي.
والمعروف أن الصراع الكروي بين الفريقين يمثل أحد أهم القضايا على الساحةالمحلية الذي أبدت السفارة الأمريكية في عمان اهتماماً بها، حيث أظهرت آخرالوثائق الأمريكية السرية المنشورة عبر موقع "ويكيليكس" أن السفارة فيعمان أبرقت تحليلات بعثتها الدبلوماسية للخصوصيات الداخلية حتى في حساسياتكرة القدم المحلية.
البرقية التي حملت عنوان "إيقاف مباراة كرة قدم أردنية في ظل هتافاتمعادية للنظام وبلطجة تجاه الفلسطينيين" ناقشت تداعيات إيقاف المباراة بينالفريقين اللذين يستحوذان على شغف مشجعي الكرة بين "شرق أردنيين"و"فلسطينيين" في الأردن. وأشارت البرقية إلى أن "المباريات بين الفريقينلها تاريخ طويل من العنف، ولكن الاشارات السياسية المحددة تجاه السلطات فيهذه الحادثة سجلت مستوى غير مقبول".
وأضافت البرقية أنه تم تغريم الفريقين وانتقاد مشجعيهما علناً في ظل "تغطية ضئيلة في الصحافة الرسمية بشكل ملحوظ".
تاريخ طويل
وبحسبالبرقية، فإن المباريات بين الوحدات والفيصلي لها تاريخ طويل من البلطجةوالعنف ذي الدوافع السياسية، حيث تم إيقاف عدد من المباريات في السابقبسبب أعمال الشغب والهتافات المسيئة من قبل مشجعي الفريقين، وهي هتافاتأصبحت وبمرور الوقت "مقياساً شعبياً" للتوترات بين الشرق أردنيينوالفلسطينيين.
وذكرت البرقية أنه من اللافت للنظر أن تلك المباريات أصبحت منصة سياسية لإطلاق هتافات تتعلق ببعض أعضاء بالأسرة المالكة الاردنية.
وزوّدت البرقية واشنطن بتفاصيل ما جرى خلال المباراة التي أجريت في مدينةالزرقاء، بما فيها تدخل الشرطة الأردنية لوقف الاضطرابات وهتافات جماهيرالفيصلي ضد الأردنيين من أصول فلسطينية، وإلقاء الزجاجات على لاعبي فريقالوحدات ومشجعيه. وأفادت بأن المباراة التي أوقفت مبكراً انتهت بـ"التعادلالسلبي".
وذكرت البرقية أن فريقي الفيصلي والوحدات يمثلان أبطال "الشرق أردنيين"والفلسطينيين في الأردن على التوالي. ففريق الفيصلي (الذي يعود اسمه للملكفيصل الهاشمي) مدار من قبل عشيرة "العدوان" البارزة الشرق أردنيةوالمتمركزة في مدينة السلط، وهو فريق معروف بمشجعيه الشرق أردنيينالعشائريين - بحسب البرقية - بالرغم من أن عدداً من لاعبيه من أصولفلسطينية. وفاز الفيصلي بثلاثين كأس للدوري الأردني منذ إنشاء الاتحادالأردني لكرة القدم في عام 1944.
وأخذ فريق الوحدات، من جهة أخرى، اسمه من مخيم كبير للاجئين الفلسطينيينجنوبي عمان، وهو الفريق المفضل لدى الأردنيين من أصول فلسطينية، بحسبالبرقية. وفاز بالكأس 11 مرة منذ 1944.
ردود الفعل
وفيرصدها لردود الفعل المحلية تجاه الحادثة، قالت السفارة إن رد الفعل الرسميللمباراة كان إجراء شكلياً مثيراً للاستغراب، حيث أصدر الأمير علي رئيسالاتحاد الأردني لكرة القدم بياناً يستهجن فيه تصرفات مشجعي الفيصلي،واصفاً إياها بـ"غير المقبولة" واعتبرها "خطاً أحمر".
وقام عدد من نواب البرلمان بإرسال تنديدات عبر وسائل الإعلام واصفة هتافاتالمشجعين بـ"المخالفة للقيم الأردنية". وكان النائب وقتها ورئيس مجلس فريقالوحدات طارق خوري قرأ بيان النواب داخل قبة البرلمان. وأصدر فريق الفيصليأيضاً بياناً وقتها يعد بتحديد هوية "المنبوذين" من بين المشجعين.
ومن ناحية التغطية الإعلامية للحادثة، ذكرت برقية القائم بأعمال السفارةأنه وبالرغم من الإدانات الرسمية لفريق الفيصلي ومشجعيه، لم تقم أي منوسائل الإعلام الأردنية المعروفة برقابتها الذاتية بتغطية تفصيلية عنالمباراة وأسباب إيقافها و"عمّ صمت ملحوظ للكتّاب - حتى أولئك الذين عادةما يروّجون لوجهات نظر موالية للحكومة".
وأشارت الوثيقة الى أنه قيل ان رئيسي فريقي الوحدات والفيصلي رفضا دعوةالظهور على قناة "الجزيرة" لمناقشة الحادثة "نظراً للحساسيات المحيطةبانتقاد العائلة المالكة".
أما عن المواقع الإخبارية الإلكترونية - بحسب الوثيقة - فقط مُلئتبتعليقات عن المباراة وتداعياتها وقام العديد بالدفاع عن مشجعي الفيصليبصفتهم "أردنيين حقيقيين ضد النفوذ الفلسطيني غير المبرر".
اعتراف واسع
وادّعتبرقية السفارة الى واشنطن أن هناك اعترافاً واسعاً في جميع أنحاء الأردنبأن الحادثة كشفت عن الفجوة "غير المريحة" بين الشرق أردنيين والأردنيينمن أصول فلسطينية - والتي يفضل الأكثرية هنا تهميشها وإخفاءها في سبيلالاستقرار السياسي.
وقد اضطرت الدولة لحل نادي الوحدات عام 86 على خلفية أحداث شغب ووقوع بعض الوفيات إلا أن تم إعادة النادي عام 1991.
وتتطلب مباريات الوحدات والفيصلي من السلطات إجراءات أمنية مشددة حتى لاتخرج عن سياق التشيع الرياضي الى العنف وتبادل الإساءات الجارحة، حيث تمتركيب كاميرات خاصة لرصد المسيئين لإنزال عقوبات رادعة بحقهم.