عشرون يوماً فقط تبقت على الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان، ومن
خلال المشهد السياسي فإنه بات بما لا يدع مجالاً للشك أن انفصال الجنوب عن
شماله أصبح أمراً واقعاً، خاصة بعد أن دعا كبار قادة الحركة الشعبية
الجنوبيين علنا للتصويت لخيار الانفصال أو الاستقلال كما يسمونه، ولعل
أكثر ما يدل على هذا الطلاق الاعتراف الرسمي لمساعد الرئيس السوداني
الدكتور نافع علي نافع والذي يعتبر من أكثر المشددين على وحدة السودان حيث
قال في تصريحات صحفية "إن الجهود الرامية للحفاظ على وحدة السودان، فشلت"
وهو أول اعتراف من النخبة الشمالية، بأن الجنوب سينفصل على الأرجح.
جنوب السودان
وكان الرئيس السوداني
عمر البشير قد عرض التخلي عن حصة شمال السودان في نفط الجنوب بالكامل إذا
صوت الجنوبيون لصالح الوحدة مع الشمال في الاستفتاء، وعلى الرغم من ترحيب
الحركة الشعبية بهذه الخطوة، لكنها اعتبرت عرض البشير "جاء متأخراً" ودعته
إلى اتخاذ موقف مماثل لحل قضية أبيي.
لكن تظل هناك شكوك لدى كثير من المراقبين والسياسيين حول قيام دولة ناجحة
بالجنوب لها مقوماتها وقادرة على إدارة نفسها وخلق علاقات مع غيرها، على
الرغم من أن الحركة الشعبية ظلت على الدوام تنفي هذه الشكوك وتؤكد أن
الدولة الوليدة ستقوم على أساس متين.
وبإلقاء نظرة على مقومات دولة الجنوب المتوقعة بالحقائق والأرقام نجد أن
جنوب السودان تبلغ مساحته حوالي 700 ألف كيلو متر أي ما يعادل ثلث المساحة
الكلية للسودان. وللجنوب حدود تمتد إلى 2000 كيلو متر تقريباً مع خمس دول
هي إثيوبيا وكينيا وأوغندا والكونغو وإفريقيا الوسطى.
ويبلغ عدد سكان الجنوب 8.260 مليون نسمة من جملة سكان السودان البالغ
عددهم 39.154 مليون نسمة أي 25% من إجمالي السكان وذلك حسب آخر إحصاء
سكاني أجرته البلاد في العام 2009.
بينما تتعدد لهجات سكان الجنوب حيث يصل عددها 12 لهجة، وإن كانت اللغة
العربية المحلية التي تنطق بلكنة إفريقية هي اللغة التي يعرفها أغلب
السكان تقريباً وتسمى بعربي جوبا، لكن يمكن القول إن لغة التعليم و
الحكومة والمعاملات هي اللغة الإنكليزية، والتي أصبحت لغة رسمية لجنوب
السودان منذ سنة 1928.
الاجواء التي تعم الجنوب في السودان
أما من حيث القبائل
فإن قبيلة الدينكا تعد كبرى القبائل في الجنوب تليها قبيلة النوير ثم
الشلك، الزاندي ، الباريا والمورو، وفيما يخص المعتقدات والأديان فنسبة
المسلمين 24% والمسيحيين 17% والوثنيين والروحانيين 59%. وليس للجنوب
منافذ أو طرق تربطه بالعالم الإسلامي.
وبالجنوب عشر ولايات أبرزها ولاية بحر الجبل، أعالي النيل، بحر الغزال، وأراب، البحيرات، ولايات الاستوائية، وجونقلي.
وأهم المدن هي جوبا (العاصمة)، واو ، ملكال، بور، بانتيو، مريدي، توريت.
وحول الموارد، يتربع النفط في صدارة الموارد التي يعتمد عليها الجنوب بشكل
أساسي بنسبة أكثر من 90%، ويُنتج السودان حالياً نحو 500 ألف برميل يومياً
من النفط يأتي معظمها من الجنوب نصيب الجنوب منه 80%، وأهم المناطق
المنتجة لنفط الجنوب هي بانتيو بولاية الوحدة، وعد أرييل وفلج بولاية
أعالي النيل
وتشكل عائدات النفط أكثر من 90% من إيرادات السودان بالعملة الأجنبية و45%
من الميزانية بكاملها. أما بقية الموارد فتتنوع مابين الزراعة وصيد
الأسماك.
ولهذا يرى كثير من المراقبين أن تحديات دولة الجنوب الوليدة تكمن في وجود
كثير من القضايا العالقة مع الشمال والتي ستدفع الدولتين للتصارع، وأهمها
ترسيم الحدود، والذي لم يحسم بعد.
وتثير قلة الموارد شهية عدد من القوى الدولية ذات النفوذ والتأثير دوليا
للتدخل في الشأن الجنوبي، وبالتالي فرض تصوراتها من أجل تحقيق أجندتها في
المنطقة وعلى الأسس الجديدة.
الميناء الرئيسي في جنوب السودان
وثمة غموض يحيط
بالشكل القانوني لمئات الآلاف من النازحين الجنوبيين الموجودين في وسط
وشمال السودان، وكذلك ما يخص الشماليين الذين استقروا في مدن الجنوب،
والتساؤل: هل سيتم توطينهم في أماكنهم؟.
وتوجد احتمالات لنشوب حرب أهلية بالجنوب على ضوء تمرد عدد من قادة الجيش
الشعبي إبان خلافهم مع حكومة الجنوب في الانتخابات الأخيرة، وتدعم هذه
الفرضية التركيبة المعقدة للجنوبيين من حيث العرق والثقافة والدين، خاصة
مع قلة الموارد وتفشي الفساد، إضافة إلى النزاع القائم بين الشمال والجنوب
حول منطقة أبيي.
خلال المشهد السياسي فإنه بات بما لا يدع مجالاً للشك أن انفصال الجنوب عن
شماله أصبح أمراً واقعاً، خاصة بعد أن دعا كبار قادة الحركة الشعبية
الجنوبيين علنا للتصويت لخيار الانفصال أو الاستقلال كما يسمونه، ولعل
أكثر ما يدل على هذا الطلاق الاعتراف الرسمي لمساعد الرئيس السوداني
الدكتور نافع علي نافع والذي يعتبر من أكثر المشددين على وحدة السودان حيث
قال في تصريحات صحفية "إن الجهود الرامية للحفاظ على وحدة السودان، فشلت"
وهو أول اعتراف من النخبة الشمالية، بأن الجنوب سينفصل على الأرجح.
جنوب السودان
وكان الرئيس السوداني
عمر البشير قد عرض التخلي عن حصة شمال السودان في نفط الجنوب بالكامل إذا
صوت الجنوبيون لصالح الوحدة مع الشمال في الاستفتاء، وعلى الرغم من ترحيب
الحركة الشعبية بهذه الخطوة، لكنها اعتبرت عرض البشير "جاء متأخراً" ودعته
إلى اتخاذ موقف مماثل لحل قضية أبيي.
لكن تظل هناك شكوك لدى كثير من المراقبين والسياسيين حول قيام دولة ناجحة
بالجنوب لها مقوماتها وقادرة على إدارة نفسها وخلق علاقات مع غيرها، على
الرغم من أن الحركة الشعبية ظلت على الدوام تنفي هذه الشكوك وتؤكد أن
الدولة الوليدة ستقوم على أساس متين.
وبإلقاء نظرة على مقومات دولة الجنوب المتوقعة بالحقائق والأرقام نجد أن
جنوب السودان تبلغ مساحته حوالي 700 ألف كيلو متر أي ما يعادل ثلث المساحة
الكلية للسودان. وللجنوب حدود تمتد إلى 2000 كيلو متر تقريباً مع خمس دول
هي إثيوبيا وكينيا وأوغندا والكونغو وإفريقيا الوسطى.
ويبلغ عدد سكان الجنوب 8.260 مليون نسمة من جملة سكان السودان البالغ
عددهم 39.154 مليون نسمة أي 25% من إجمالي السكان وذلك حسب آخر إحصاء
سكاني أجرته البلاد في العام 2009.
بينما تتعدد لهجات سكان الجنوب حيث يصل عددها 12 لهجة، وإن كانت اللغة
العربية المحلية التي تنطق بلكنة إفريقية هي اللغة التي يعرفها أغلب
السكان تقريباً وتسمى بعربي جوبا، لكن يمكن القول إن لغة التعليم و
الحكومة والمعاملات هي اللغة الإنكليزية، والتي أصبحت لغة رسمية لجنوب
السودان منذ سنة 1928.
الاجواء التي تعم الجنوب في السودان
أما من حيث القبائل
فإن قبيلة الدينكا تعد كبرى القبائل في الجنوب تليها قبيلة النوير ثم
الشلك، الزاندي ، الباريا والمورو، وفيما يخص المعتقدات والأديان فنسبة
المسلمين 24% والمسيحيين 17% والوثنيين والروحانيين 59%. وليس للجنوب
منافذ أو طرق تربطه بالعالم الإسلامي.
وبالجنوب عشر ولايات أبرزها ولاية بحر الجبل، أعالي النيل، بحر الغزال، وأراب، البحيرات، ولايات الاستوائية، وجونقلي.
وأهم المدن هي جوبا (العاصمة)، واو ، ملكال، بور، بانتيو، مريدي، توريت.
وحول الموارد، يتربع النفط في صدارة الموارد التي يعتمد عليها الجنوب بشكل
أساسي بنسبة أكثر من 90%، ويُنتج السودان حالياً نحو 500 ألف برميل يومياً
من النفط يأتي معظمها من الجنوب نصيب الجنوب منه 80%، وأهم المناطق
المنتجة لنفط الجنوب هي بانتيو بولاية الوحدة، وعد أرييل وفلج بولاية
أعالي النيل
وتشكل عائدات النفط أكثر من 90% من إيرادات السودان بالعملة الأجنبية و45%
من الميزانية بكاملها. أما بقية الموارد فتتنوع مابين الزراعة وصيد
الأسماك.
ولهذا يرى كثير من المراقبين أن تحديات دولة الجنوب الوليدة تكمن في وجود
كثير من القضايا العالقة مع الشمال والتي ستدفع الدولتين للتصارع، وأهمها
ترسيم الحدود، والذي لم يحسم بعد.
وتثير قلة الموارد شهية عدد من القوى الدولية ذات النفوذ والتأثير دوليا
للتدخل في الشأن الجنوبي، وبالتالي فرض تصوراتها من أجل تحقيق أجندتها في
المنطقة وعلى الأسس الجديدة.
الميناء الرئيسي في جنوب السودان
وثمة غموض يحيط
بالشكل القانوني لمئات الآلاف من النازحين الجنوبيين الموجودين في وسط
وشمال السودان، وكذلك ما يخص الشماليين الذين استقروا في مدن الجنوب،
والتساؤل: هل سيتم توطينهم في أماكنهم؟.
وتوجد احتمالات لنشوب حرب أهلية بالجنوب على ضوء تمرد عدد من قادة الجيش
الشعبي إبان خلافهم مع حكومة الجنوب في الانتخابات الأخيرة، وتدعم هذه
الفرضية التركيبة المعقدة للجنوبيين من حيث العرق والثقافة والدين، خاصة
مع قلة الموارد وتفشي الفساد، إضافة إلى النزاع القائم بين الشمال والجنوب
حول منطقة أبيي.