فرحان بن سعيد الضحاك
الحلقة الثانية
عدنان سمير دهيرب
حين شعر انه متهم
من وجهة نظر الآخرين . الذين لا يستطيع الفكاك منهم . فهو جزء من هذا المجتمع . لاعتقاده
المتواضع أن الانسجام والحوار وطرح الأفكار من شأنها أن تولد التغيير والحب
والمشاركة الجمعية .
راح يطرق طويلا في الأيام الحبلى بالإحداث
والحوادث ، الأشجان والمسرات ، والأوقات
العصيبة والنقاشات التي سرعان ما تتلاشى . فليس ثمة صدى لها فهي تشبه قائلها .
وذهبت السنون كسحب
دخان سجائره الرخيصة . فقد كان فرحان بن سعيد الضحاك يلهث وراء سراب وهراء أستقر
في داخله .وكلما أراد التغيير ، يأتي إليه من يقمعه أو يصفعه . فهو يعيش وسط مجتمع
وبيئة كل فرد فيها يعتقد انه (( القطب )) والآخرين توابع . خاصة أذا ما كان ذلك
((القطب )) ضمن السلطة وأحد أدواتها التي تأمر الناس بصيغة أو بأخرى أن تكون قطيعا
له . وإذا ما فكر مجرد التفكير بالخروج من دائرته فان ثمة تهماً جاهرة سيرمى بها
فرحان بن سعيد الضحاك .
هذا الصراع
والعراك والحراك الذاتي الذي غدا أحد سماته الأساسية دعاه أن يقلب الأشياء وفق
المستجدات التي تحدث والمتغيرات التي تحصل سريعا بين الحين والآخر .
فقد قرأ أن ( في
داخل كل إنسان قرد مختبئ ) عندئذ استقر رأيه
الذي طالما كان متأرجحا . إلى الصفة الجديدة والنزوع إلى نظرية أصل الإنسان التي
لا يؤمن بها غير انه وجد من المفيد الرجوع إليها . واضعف الرأي اللجوء إلى سلوك الإنسان
القرد .
وبدأ يجرب حظه
الذي ظل منطمراً سنوات طويلة أن لم يكن العمر كله .
ومع كل تجربة
جديدة وجد صدىً لها . وحظا موفقا . وخطوة تليها خطوة تتناغم مع صورة الإنسان القرد
..
لذلك قرر أن يؤمن بها .. على أن لا يكشفه الآخرون ..
ويجب أن يستمر
بالتستر تحت هذا الغطاء ، الذي يتلفع به كثيرون من الذين كان يراهم أنموذجا .. يتقدمون
الناس بإشكال وصور شتى . ولكنه لم يفكر قط أنهم كانوا يتصرفون ويعملون ويفكرون بأسلوب
القرد المختبئ . حتى انه وجد نفسه يصفق ويتحرك ويأكل مثل القرد الكبير .
ووجد أن العيش
والصراخ والأكل واللعب والذهاب إلى الأماكن التي يلتقي فيها القرود الكبيرة يثير
في داخله النشوة والمسرة وجمال الحياة التي يكتنفها كل ما يحتاجه الإنسان القرد .
ووجد أيضا أن القرود أكثر من البشر الذين كان يعيش معهم .واكتشف انه كان شاذا ؟!
وشكر اللحظة التي عثر فيها عما كان في داخله من
(( إبداعات وتصرفات وسلوك جميل )) يتناغم مع الإبداعات الجمعية ..؟!
وأصبح بعد مدة
قصيرة جدا احد الشخصيات القرديه المميزة والتي يشار إليها بالبنان من بين القرود
المعروفة . وقد تربع في مكان يحسده عليه كل ( الشخصيات التي تشبهه ) وبسبب من
ضرورات التحول المطلوبة والتثبيت بالموقع اخذ يهاجم كل ( الشاذين ) من الذين لم
يكشفوا عما في دواخلهم . بل قام بإطلاق الشتائم عليهم واتهامهم بصفات لا تنطبق على
غيره ؟
حتى رصده قرد كبير
وعرف أسلوبه الذي تجاوزه منذ زمن . فقد كان هذا القرد ذا خبرة طويلة وتمرس في ((
العمل القردي )) وغدا ندا له .
ومع أول جولة من الصراع سقط فرحان بن سعيد الضحاك
. والسبب لأنه مازال متهما . وقرر الرجوع إلى خصاله القديمة الشاذة
الحلقة الثانية
عدنان سمير دهيرب
حين شعر انه متهم
من وجهة نظر الآخرين . الذين لا يستطيع الفكاك منهم . فهو جزء من هذا المجتمع . لاعتقاده
المتواضع أن الانسجام والحوار وطرح الأفكار من شأنها أن تولد التغيير والحب
والمشاركة الجمعية .
راح يطرق طويلا في الأيام الحبلى بالإحداث
والحوادث ، الأشجان والمسرات ، والأوقات
العصيبة والنقاشات التي سرعان ما تتلاشى . فليس ثمة صدى لها فهي تشبه قائلها .
وذهبت السنون كسحب
دخان سجائره الرخيصة . فقد كان فرحان بن سعيد الضحاك يلهث وراء سراب وهراء أستقر
في داخله .وكلما أراد التغيير ، يأتي إليه من يقمعه أو يصفعه . فهو يعيش وسط مجتمع
وبيئة كل فرد فيها يعتقد انه (( القطب )) والآخرين توابع . خاصة أذا ما كان ذلك
((القطب )) ضمن السلطة وأحد أدواتها التي تأمر الناس بصيغة أو بأخرى أن تكون قطيعا
له . وإذا ما فكر مجرد التفكير بالخروج من دائرته فان ثمة تهماً جاهرة سيرمى بها
فرحان بن سعيد الضحاك .
هذا الصراع
والعراك والحراك الذاتي الذي غدا أحد سماته الأساسية دعاه أن يقلب الأشياء وفق
المستجدات التي تحدث والمتغيرات التي تحصل سريعا بين الحين والآخر .
فقد قرأ أن ( في
داخل كل إنسان قرد مختبئ ) عندئذ استقر رأيه
الذي طالما كان متأرجحا . إلى الصفة الجديدة والنزوع إلى نظرية أصل الإنسان التي
لا يؤمن بها غير انه وجد من المفيد الرجوع إليها . واضعف الرأي اللجوء إلى سلوك الإنسان
القرد .
وبدأ يجرب حظه
الذي ظل منطمراً سنوات طويلة أن لم يكن العمر كله .
ومع كل تجربة
جديدة وجد صدىً لها . وحظا موفقا . وخطوة تليها خطوة تتناغم مع صورة الإنسان القرد
..
لذلك قرر أن يؤمن بها .. على أن لا يكشفه الآخرون ..
ويجب أن يستمر
بالتستر تحت هذا الغطاء ، الذي يتلفع به كثيرون من الذين كان يراهم أنموذجا .. يتقدمون
الناس بإشكال وصور شتى . ولكنه لم يفكر قط أنهم كانوا يتصرفون ويعملون ويفكرون بأسلوب
القرد المختبئ . حتى انه وجد نفسه يصفق ويتحرك ويأكل مثل القرد الكبير .
ووجد أن العيش
والصراخ والأكل واللعب والذهاب إلى الأماكن التي يلتقي فيها القرود الكبيرة يثير
في داخله النشوة والمسرة وجمال الحياة التي يكتنفها كل ما يحتاجه الإنسان القرد .
ووجد أيضا أن القرود أكثر من البشر الذين كان يعيش معهم .واكتشف انه كان شاذا ؟!
وشكر اللحظة التي عثر فيها عما كان في داخله من
(( إبداعات وتصرفات وسلوك جميل )) يتناغم مع الإبداعات الجمعية ..؟!
وأصبح بعد مدة
قصيرة جدا احد الشخصيات القرديه المميزة والتي يشار إليها بالبنان من بين القرود
المعروفة . وقد تربع في مكان يحسده عليه كل ( الشخصيات التي تشبهه ) وبسبب من
ضرورات التحول المطلوبة والتثبيت بالموقع اخذ يهاجم كل ( الشاذين ) من الذين لم
يكشفوا عما في دواخلهم . بل قام بإطلاق الشتائم عليهم واتهامهم بصفات لا تنطبق على
غيره ؟
حتى رصده قرد كبير
وعرف أسلوبه الذي تجاوزه منذ زمن . فقد كان هذا القرد ذا خبرة طويلة وتمرس في ((
العمل القردي )) وغدا ندا له .
ومع أول جولة من الصراع سقط فرحان بن سعيد الضحاك
. والسبب لأنه مازال متهما . وقرر الرجوع إلى خصاله القديمة الشاذة