دبي -أمال الهلالي، العربية، وكالات
غادر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي البلاد مساء الجمعة 14-1-2011، إلى مالطا بعد مظاهرات شعبية استمرت لأكثر من ثلاثة أسابيع.
وأعلن متحدث باسم الحكومة المالطية أن طائرة الرئيس حلقت في أجواء بلادها
باتجاه الشمال، فيما لم يؤكد أن طائرة زين العابدين ستهبط هناك.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المالطية أن قبطان الطائرة "اتصل ببرج
المراقبة في مطار فاليتا ولكن فقط للسماح له بالتحليق في الاجواء وليس
الهبوط"، موضحا ان الطائرة كانت تتجه "نحو الشمال".
من جهته قال وزير خارجية مالطا تونيو بورغ أن "بن علي لن ياتي إلى مالطا"
مبينا أنه ليس هناك أي مؤشرات لدى الحكومة إلى أنه سيأتي إلى مالطا.
وفي بيان رسمي أذاعه التلفزيون الرسمي التونسي تولى الوزير الأول محمد
الغنوشي السلطة مؤقتا، طبقا للدستور لحين إجراء انتخابات رئاسية جديدة.
وتولى الغنوشي مقاليد الحكم في تونس استنادا لأحكام الفصل" 56 " من
الدستور الذي ينص على" أنه في حالة التعذر على رئيس الجمهورية القيام
بمهامه بصورة وقتية تفوض سلطاته للوزير الأول بشكل مؤقت"
وقال في بيان أذاعه التلفزيون الرسمي :"أتولى بداية من الآن ممارسة سلطاتي
لرئاسة الجمهورية وأدعو كافة الفئات إلى التحلي بالروح الوطنية والوحدة
لتمكين البلاد التي تعز علينا لتخطي المرحلة الصعبة واستعادة أمنها
واستقراراها".
كما تعهد باحترام الدستور وتطبيق الإجراءات السياسية والاقتصادية التي تم
الإعلان عنها منذ يومين بالتعاون والتنسيق مع كافة القوى والأطياف
السياسية في البلاد.
إقالة الحكومة
وكانت
تقارير سابقة قد أفادت بتشكيل مجلس قيادة من ستة أعضاء برئاسة رئيس
الوزراء، يضم في عضويته وزير الدفاع، يتولى تسيير الأمور لحين إجراء
انتخابات.
وكان بن علي قد أعلن قبل مغادرته البلاد إقالة الحكومة وحل البرلمان والدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة خلال ستة أشهر من الآن.
كما تقرر إعلان حالة الطوارىء في جميع أنحاء البلاد.، وتشمل حالة الطوارىء:
أولا : يمنع بكامل تراب الجمهورية كل تجمع يفوق ثلاثة أشخاص بالطريق العام وبالساحات العامة
ثانيا : يمنع تجول الأشخاص والعربات من الساعة السادسة مساء إلى الساعة السادسة صباحا
ثالثا : يمكن استعمال السلاح من طرف أعوان الأمن أو الجيش الوطني ضد كل
شخص مشبوه فيه ولم يمتثل للأمر بالوقوف وحاول الفرار ولم يبق مجال لإجباره
على الوقوف.
كما تقرر إغلاق المجال الجوي التونسي أمام الملاحة الجوية وتولى الجيش السيطرة على مطار قرطاج الدولي في العاصمة.
القرارات
تأتي بعد أقل من 24 ساعة على خطاب وجهه بن علي وتعهد خلاله بإدخال حزمة من
الإصلاحات تشمل حرية الإعلام، وكذلك التعهد بعدم خوض الانتخابات الرئاسية
المقررة عام 2014.
في وقت سابق أطلقت عناصر من الشرطة النار في محيط وزارة الداخلية
التونسية، وألقت القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا
منذ صباح الجمعة، في أضخم مسيرة أمام مقر وزارة الداخلية وسط الشارع
الرئيسي للعاصمة "الحبيب بورقيبة".
وفي الوقت ذاته أفادت مصادر قانونية أن بن علي لم يتنازل قانونيا وبحكم
الدستور عن منصبه بل سلم سلطاته مؤقتا وفق المادة 56 وسط توقعات بأن يسلم
الغنوشي السلطة لرئيس البرلمان حسب المادة 57 للدستور التونسي.
نهب ممتلكات أقارب الرئيس
ونقل شهود عيان "للعربية نت" أعمال نهب وسرقة طالت منازل بعض أقارب الرئيس التونسي لاسيما منزل الشقيق الأصغر لزوجته عماد الطرابلسي.
وتعرضت أكبر معارض السيارات في العاصمة التونسية للنهب، وهي مملوكة لمحمد صخر الماطري زوج ابنة الرئيس بن علي.
فيما حاول بعض الأشخاص اقتحام مقر وزارة الداخلية والبنك المركزي، كما نقل
شهود عيان "للعربية نت" سماع صوت الرصاص في كل من "حي الخضراء" و"حمام
الأنف".
وذكرت مصادر طبية سقوط 13 قتيلا في تونس وضواحيها خلال مواجهات بين
متظاهرين وقوات الأمن منذ خطاب التهدئة الذي ألقاه الرئيس بن علي مساء أمس
الخميس.